﴿ الكتابة.. مشروع حياة آخر ﴾
شهادة في التجربة الإبداعية
مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية
من 26-28/7/2008
كان فلوبير يقول “الكتابة هي طريقي في الحياة” بمعنى أن المبدع لا يكتب ليعيش، بل يعيش ليكتب. وقد أعجبني تعبير قرأته بأن من يدخل الأدب، كمن يتحمّس لاعتناق دين جديد يُكرّس له وقته وطاقته وجهده، فهل دخلتُ عالم الإبداع لأجرّب دنيا جديدة أجهلها، وأجاهر بمعتقدات مُخالفة عمّا نشأتُ عليها؟!
كثيرا ما أسأل نفسي في لحظات المصالحة معها.. لماذا قررتُ أن أكتب؟! هل لحرصي على اقتحام دنيا تحترم كينونتي كأنثى؟! هل لأفجّر ثورة الغضب الكامنة في أعماقي، تجاه كل ما يرفضه عقلي وينفر منه قلبي؟! هل الغضب الذي يُسيطر على المبدع يجعله يُخرج أدبا ركيكا مضطرباً؟!
ترى الأديبة “فرجينيا وولف أن الغضب مرتبط دوما بالمرأة الموهوبة، كونها تُصارع بين ما هي عليه، وبين ما يُفترض أن تكون عليه. لكنها تُحذّر من الفن الذي ينتج تحت ضغط الغضب، بأنه سيؤدي إلى خلق فن غير سوي كالطفل المشوه الذي يُولد قبل أوانه.
إن مواقف وقعت لي في طفولتي هي التي كانت الشرارة الأولى التي حفّزتني لأكون كاتبة، وأكتب عن المرأة المقهورة، التي لا تستطيع أن تقف أمام عادت مجتمعها، ولا تملك القدرة على اختيار مصيرها الذي تريده، لا الذي يرسمه الآخرون لها.
من أين تستقي الأديبة موضوعات قصصها ورواياتها؟! من يختار الآخر؟! هل الأديب يختار موضوعات، أم موضوعاته التي تختاره؟! يُقال بأن كل رواية خدعة، تحاول التظاهر بأنها حقيقة، وأن المبدع يتخفّى في رداء ساحر مستخدما تقنيات إيهامية مشابهة لمشعوذات السحرة. فالمبدع تُلاحقه صور مدفونة في أغوار طفولته، ويستفزه وجه عابر، ويتفاعل مع تجاربه الحياتية، وتُلهمه المشاهد الساخنة التي تمر يوميّا أمام عينيه. وأنا كغيري من الأديبات، تظلُّ هذه الأشباح تُلاحقني في يقظتي ومنامي، وتندسُّ في فراشي محاولة اختراق جلدي إلى أن استسلم لها في نهاية الأمر وأقوم بتخليدها على الورق.
علمتني الكتابة الانضباط. تعوّدتُ أن أجلس يوميُا لأكتب في ساعات مُحددة، فأصبحتُ مثل الجندي الذي يجب أن يستيقظ مبكرا ليقوم بتمريناته الصباحيّة حتّى لا يسمن وتثقل حركته. كما علمتني الكتابة الصدق والشجاعة، فعندما شببتُ عن الطوق وتعلّمتُ كيف امسك بقلمي جيدا بين أصابعي، وبدأت أعي ماهية الأشياء وأفهم وجوه الناس من حولي، كان أمامي خياران.. إما أن أقتل المرأة في أعماقي حتّى أنفي عن إبداعي صفة الدونية المرتبطة بعالم النساء، أو أراهن على أنوثتي وأضع فيها ثقتي، وأجعلها في حالة التحام دائم مع نصي، حتّى وإن أحدث صداما مُدوّيا داخل مجتمعي!! اخترتُ بلا تردد فضح عالم النساء والابتعاد عن رقابة المجتمع.
يقول الأديب “هرمان هسه” بأن الأديب لا يملك في غمرة يأسه ملاذا آخر سوى الأدب، الذي يتمتّع بأكبر قدر من الصدق الممكن. فاليأس والإحباط يدفعان الأديبة إلى سلك طرق غير مألوفة، وهو ما يجعل أدب المرأة انعكاس لأحوال مجتمعها، لتميزه بالصدق الأدبي ومواجهة الحقائق عارية في إطار مغامرات محفوفة بالمخاطر. كما أنه في مجمله أدب ثوري كونه يهدف إلى تغيير الواقع المعاش، لذا يرى بعض النقاد أن خصوصية الكتابة النسوية ستتضاءل مع تقدّم الوعي الاجتماعي.
هل قدّمت الأديبة العربية واقعها في قالب مستحدث؟! هذا السؤال دوما يدور في مخيلتي حين أنتهي من ولادة قصة أو رواية. أشعر بأنني هربتُ من واقعي بخلق عوالم وهمية كنتُ أحلم بها ولم تسنح لي الفرصة لتذوّقها، أو التورّط في مغامرات جامحة لم أملك الشجاعة على تجربتها وأنا في كامل وعيي، مما يُحفزني لا شعوريّا على دفع غيري إلى طرقات أردتُ يوما اقتحامها، أطلق بعدها زفيرا طويلا، شاعرة بفرحة غامرة تتملكني وأنا أرى بطلاتي اللواتي كتبت بحبر قلمي أقدارهن، يتحررن من القيود المفروضة عليهن من مجتمعاتهن، فأفرح لفرحهن، واحزن لحزنهن، واسعد لسعادتهن. وكم من شخصيات صنعتها وأصابتني الغيرة منها، متمنية لو كنتُ في مكانها، وبكيتُ مع ذلك وأنا أودعهن الوداع الأخير مع وضع كلمة النهاية. نعم أحلامي حققتُ بعضها بين دفتي رواية أو قصة، وبعضها ما زالت حبيسة خاطري تٌلحُّ عليَّ أن أحلَّ قيودها هي الأخرى لتنعم بحريتها.
أنا ابنة بيئتي، لم تزل التحذيرات التي لقّنتها لي أمي في صغري راسخة في فكري، بحتميّة إسدال أهدابي، حين أتعرّض لموقف يتنافى مع طبيعتي الأنثوية، لذا ما أن أسمع كلمة إطراء تُلهب مشاعري حتّى تتخضّب وجنتاي خجلا!! لكنني أتملّص من تحفظي، وأحسر الخمار عن رأسي، حين أكون في حالة حميميّة مع إبداعي، فأمرح وارقص مع بطلات قصصي ورواياتي، أمارس ساديتي عليهن حينا، ومازوشيتي حينا آخر، واخرج لساني لموروثاتي الاجتماعية، وأقول لها انظري لقد خلقتُ نساء قادرات على الوقوف في وجهك ومحاربتك، دون أن تملكي القدرة على مقاضاتهن أو توقيفهن في مخفر شرطة أو تشويه سمعتهن بين الناس أو حتّى منعهن من أن يعشن قصص حب حقيقية في وضح النهار.
أن تكتب المرأة فهذا يعني أنها انفصلت عن قبيلة النساء الخاضعات المستسلمات لأقدارهن المرسومة، ونجحت في أن تكتب شهادة عشق خالدة مع ذاتها، فليس هناك أجمل من أن تكون المرأة مخلوقا استثنائيّا.
***
﴿ منتدى اصيلة في دورته الثالثة والعشرين ﴾
لنخب والسلطة والديمقراطية في الوطن العربي
من 12-14/8/2008
من هي النخبة؟! على من تُطلق هذه الكلمة تحديدا؟! هل كل من شغل مركزا سياسيّا هاما يُعدُّ من النخبة؟! هل كل من ملك رأس مال ضخم يُحسب على النخبة؟! هل كل من حمل قلما وكتب في صحيفة مرموقة، أو حصل على شهادة عليا يُعد من النخبة؟! أليست الطبقة المثقفة الحقيقية هي من تحمل على عاتقها هموم مجتمعاتها، وتعمل جاهدة على تجسيد معاناة شعوبها بالصوت والصورة؟! ألم تقم رياح التغيير في كافة مجتمعات الأرض، وتتحقق النهضة التنويرية، على أيدي هذه النخبة المتميزة بفكرها الواعي؟!
ماذا عن الديمقراطية في أوطاننا العربية؟! إذا اتفقنا على مفهوم الديمقراطية الدارج الذي يُعرّف على انه حكم الشعب. مع هذا يجب أن لا نغفل الحقيقة المتوارية بأنه على مدار التاريخ، لم يُوجد شعب حكم نفسه بنفسه. فهل هناك تطبيقات فعلية لها على أرض الواقع، من تعددية سياسية، ومؤسسات مدنيّة راسخة، وأفراد يتمتعون بالحرية الفردية بكافة أشكالها، وتوافر العدل والمساواة بين كافة شرائح المجتمع؟!
جميعنا يُدرك أن الديمقراطية قد طرقت أبوابنا بشكلها الجديد من البلدان الغربية التي أرست دعائمها منذ عقود طويلة. وهي بلا شك هواءها عليل يُنعش الفؤاد ويُبدد الهموم، لكن مشكلة النخب الثقافية في بلداننا العربية باستثناء قلة منها لا تسعى لمعرفة مكونات الديمقراطية التي تتناغم مع مطالب شعوبها، ولا تُحاول تحليل عناصرها، بل تتعامل معها كما تتعامل مع العود والعنبر الذي تُعطّر به أجسادها، وتحرص على استيراده من بلاد الهند والسند!!
ماذا عن عن السلطة في وطننا العربي؟! هل هي بالفعل صادقة النية في تلبية مطالب شعوبها؟! وهل السلطة جادة في إفساح المجال أمام نخبها للقيام بهذا الدور الحيوي؟! هل هذه المهمة الصعبة التي تقع على كاهل المثقف، هي التي جعلت العلاقة متذبذبة بين المثقف والسلطة، في حالة شد وجذب، وعداء وصداقة، ووصال وقطيعة؟! هل هذه النتيجة الحتمية التي ألفناها في تربتنا العربية، تستلزم من المثقف أن يتعامل مع السلطة بحذر شديد حتّى يُحافظ على شعرة معاوية ولكي يأمن شرّها ويتفادى غضبها؟! لماذا يُتهم المثقف بالنفاق والتملّق إذا حرص على بناء جسر وصال بينه وبين سلطة بلده؟!
على الرغم من البرود العاطفي الذي يتسرّب بين حين وآخر لمجرى العلاقة بين المثقف والسلطة، إلا أنه لا بد من أن تستمر بينهما كما يحدث بين الزوجين في أحيان كثيرة من أجل المحافظة على جمع شمل الأبناء وعدم تشتيت الأسرة!! وهذا ما كان يراه “أرسطو” بأن الإنسان لا يمكن أن يصل إلى ذروة الكمال في مجتمعه إلا إذا كانت هناك وسيلة تُنظّم العلاقة بين الحاكم والرعية في ظل دولة القانون، وإن هذه المهمة تقع على عاتق المثقفين.
المفكّر الفرنسي “جان جاك روسّو” أكد هو الآخر على نظرية “أرسطو” بأن الإنسان ولد حرّا لكنه يستعبد نفسه، فهو بطبيعته صالح لكنه يَفْسَد طبيعيّا، وهو يكره السلطة لكنه يحتاج إليها.
يُقال بأنه لو قُدّر لروسّو صاحب نظرية “العقد الاجتماعي” أن يشهد قيام الثورة الفرنسية لأُعدم شنقا، لأن رجال الثورة في ذلك الوقت على الرغم من تأثرهم ببعض آرائه إلا أنهم أحجموا عن معظمها ولم يُطبّقوها لاعتقادهم بخطئها.
أتساءل أنا أيضا إن كان روسّو سيضطّر حينها إلى تغيير شيء من مواقفه وآرائه، حتّى يهرب من المقصلة التي ربما ستكون في انتظاره، أم سيثبت على مواقفه كما فعل معلم الفلسفة الأول سقراط حين تجرّع السم راضيا، مرددا عبارته الشهيرة لن تجدوا بسهولة رجلا مثلي. إذا تسرّعتم في إعدامي بقيتم نائمين بقيّة حياتكم ما لم ترسل إليكم العناية الإلهية ذُبابة أخرى!!
بلا شك أن العصور على تعاقبها أفرز ذُبابات كثيرة بعد سقراط وفية لمجتمعاتها، وقد أخذت تُزعج بطنينها سلطات أوطانها، ونالت نفس المصير الذي ناله سقراط بطرق أكثر وحشية!! لكن أيضا المجتمعات العربية أوجدت أعداد هائلة من المثقفين في عصرنا الحالي، تعوّدوا على تغيير آرائهم وتبديل آرائهم حين ترجح كفة مصالحهم الذاتيّة، كما تُغيّر الحرباء لونها حين تستشعر الخطر، مما جعل شعوبهم تنظر إليهم نظرات تطفح بالريبة وتُشكك في جديّة مواقفهم!!
المواقف المائعة للنخب الثقافية اليوم هي التي أدّت اليوم إلى وقوع ردة في كافة أوجه الحياة بمجتمعاتنا العربية حتّى تحولت إلى مجتمعات هزيلة تنخر في بنيتها الأمراض المستعصية وتعجُّ ببؤر الفساد. ولم يعد هناك مثقفين باستثناء قلة منهم يرضون أن يكونوا أكباش فداء لأوطانهم، ويتلقون السهام المسمومة بصدورهم العارية دون أن يرف لهم جفن من أجل مستقبل ناصع للأجيال الجديدة.
هناك نوع ثالث من المثقفين الشجعان، تشبثوا في مستهل حياتهم بآراء ونظريات عن قناعة ثم تراجعوا عنها لاحقا بعد أن أثبتت لهم الأيام خطئها وزيفها!! وفي هذا يقول الدكتور ثروت عكاشة بأنه كان معجبا بالقائد المغولي جنكيز خان، وقد أخرج في شبابه كتابا يُصوّر فيه عظمة هذا القائد الفذ، ويُعبّر عن إعجابه بخططه العسكرية وكيف تمكّن من صرع دولة ذات حضارة عريقة. يعترف عكاشة بأنه أكتشف مع مرور الأيام ونضج تجاربه أن هذا الرجل قد أقام دولته على تل من الجماجم البشرية، وأنه أهدر بأساليبه الوحشية مع رجاله ثروة فكرية عظيمة خلّفها المسلمون، وهو ما جعله يُعدّه من مجرمي الحروب ودفعه إلى تحويل نظرته الجديدة في مقدمات الطبعات الخمس لكتابه التي أخرجها لاحقا. فكم في أوطاننا العربية مثل هذا النموذج المشرّف الذي يملك القدرة على الاعتراف علنا بخطأ معتقداته ويقوم بتطليقها طلاقا بائنا بكامل إرادته؟!
***
إن الهالة التي تفرضها السلطة حول نفسها في أوطاننا العربية سواء بالترهيب أو ببناء حواجز إسمنتية تحول بينها وبين شعوبها، لن يُؤدي إلى تعزيز الأمن وفرض الاستقرار، بل سيساهم في خلق المزيد من القلاقل والاضطرابات!! والتصريحات المائعة التي تُطلقها السلطات العربية كل يوم، والأقوال الرنانة التي ترددها صباح مساء لن تحل القضايا الشائكة في مجتمعاتنا!! وستُعجّل العولمة في إذابة كافة الحواجز، مما سيؤدي إلى انفلات الزمام من بين يدي السلطة، التي لن تملك حينها القدرة على حجب الحقائق وإخماد النيران التي لم تعد شعلة صغيرة بل براكين احتجاجيّة مندلعة بأعماق الجميع.
لكن لكي نكون حياديين في أحكامنا، ليست كل سلطة ظالمة بل قد تكون مظلومة، وهذا الظلم جاء من النخب التي تتملّق للسلطة حتّى تصل للحظوة وتنال حصتها هي الأخرى من ثروات شعوبها، وهو ما أدّى إلى جهل السلطة بما يجري في الطوابق السفلية، حيث ألفت العيون في أوطاننا العربية مشاهدة انهيارات المباني التي تمَّ دهنها بطبقة عازلة لتُؤجّل سقوطها، فلا تصل أنّات الشعوب لحكامها وإن كانت نبراتها عالية!!
إن إنكباب النخبة الثقافية على تثبيت مواقعها داخل مجتمعاتها، والانسياق خلف الأطماع الذاتيّة بالطرق الملتوية، من العوامل التي أفسدت الكثير من الحركات الثورية العظيمة التي كانت في بداياتها ناصعة البياض، هذا باعتراف الكثير من المثقفين الذين عاصروا تلك الحقب لكنهم لم يكونوا شجعان في تقديم النصح لسلطات أوطانهم حتّى تتفادى الفجوات وتتجنّب الزلات، مُحدثة مع مرور الوقت أخطاء جسيمة كانت نكبة على كافة الأوطان العربية، وأقربها مثالا ما زال حيّا بيننا هزيمة 1967 التي لم نزل نُعاني تبعاتها إلى اليوم!!
***
هل السلطة في أوطاننا العربية صادقة في إرساء معالم الديمقراطية على أرضها؟! هنا المحك الحقيقي!! فلا يُمكن تحقيق الديمقراطية مع الاستمرار في تقييد الحريات، والاعتقالات التعسفيّة والاستهتار بحقوق الإنسان، والتمسّك بمصالحها على حساب مصالح شعوبها، وتلاشي مجتمع القدوة!!
كما أن هناك معضلة كبرى تواجه السلطة في أوطاننا العربية، وهي ارتفاع موجة التطرّف، التي استغلّ أصحابها ارتفاع نسب الأمية، وتدنّي مستوى التعليم بكافة مراحله، والتدهور الاقتصادي، واستفحال الفساد السياسي والمالي والإداري، في تجنيد الشباب العربي وتحويلهم إلى قنابل موقوتة.
إضافة إلى أن أغلبية المجتمعات العربية ما زالت تتخوّف من الحداثة وترى أن فيها مُخاطرة جسيمة تؤدي إلى ضياع الهوية العربية والإسلامية، مع أن الحداثة في جوهرها ليست نبذا للعقيدة، ولا تُنادي بالكفر والإلحاد، بل هي أسلوب حياة متكامل، مما يستوجب على النخب المثقفة في كافة أرجاء الوطن العربي رفع سقف مسئوليتها تجاه أوطانها، بالتمسّك باستقلاليتها ورفض التبعية بكامل أوجهها، وأن تُجاهد بصدق لخلق صحوة فكرية ثقافية تعليمية حديثة من أجل الأجيال القادمة، والمناداة بوجوب فصل الدين عن الدولة.
إن العالم المتحضّر لم يصل إلى ما وصل إليه من فراغ، فقد عاني من سلطة الكنيسة وبطش رجالها، وهو ما جعله ينفر من هذه الوصاية المفروضة على مجتمعاته من الألف إلى الياء، مستفيدا من دروس الماضي البغيض بترسيخ مبادئ العدالة الإنسانية بكافة صورها.
وأختتم بمقولة جميلة أن صفحات التاريخ حافة، تنطق بأن زمام الحياة في أيدي المثقفين والمفكرين والفنانين. إذا نهضوا نهضت بهم الحياة، وإذا خَمَلُوا خَمَلت بهم الحياة، وعلى أي لون يكون المثقف تكون الحياة.