حوارات صحفية 2009
﴿موقع الكاتب العراقي﴾
ثقافة وأدب
الأديبة السعودية زينب حفني: يظل الكتاب البطل الأوحد في ساحة الفكر والثقافة
17 مارس 2009
أجرى الحوار
( سردار زنكنة)
بداية ماذا تعني لكِ الكتابة؟! لماذا تكتبين؟! ولمن تكتبين؟!
الكتابة تعني لي الكثير. وكثيرا ما أسأل نفسي بعد أن أنتهي من إنجاب قصيدة أو قصة أو رواية سواء تمّت بولاة طبيعية أو بعملية قيصرية، إن كنتُ قد نجحتُ في تصوير وقائع مجتمعي وفي إخراج ما في جعبتي!! أعترف صراحة بأن الكتابة حررتني من عُقدي النفسية، وساعدتني على أن أتخلّص من انتكاسات كثيرة مررت بها على مدار حياتي وكادت أن تقضي علي. ولولا حرفة الأدب التي أخذت بيدي وعلّمتني مهارة القفز على أوجاعي وغسل همومي بين سطورها لما غدوتُ إنسانة سوية!! في زيارتي الأخيرة للبحرين قدّمت محاضرة عن تجربتي الإبداعيّة تحت عنوان “مدينة أنا للكتابة بحريتي”. قلتُ في مقدمة حديثي بأن الله لو جعل النساء سواسية في التعبير عن معاناتهن بالحبر والقرطاس، لما ترددن ثانية واحدة في سلِّ أقلامهن وكتابة ما لم يكتبه مالك في الخمر!! لكنه استثنى فئة منهنَّ لتكون في الواجهة وتتلّقى بصدر مفتوح الرماح القاتلة، حتّى تُفسح المجال لغيرها من النساء أن يعشن متحررات مستقلات في مجتمعات تحترم كينونتهن.
تسألني لمن أكتب!! أكتب لكل من يُصغي بكل جوارحه لما تُسطّره المرأة. أكتب للمرأة والرجل. للمسئول وللعامل البسيط. للأجيال الصاعدة من الجنسين. أكتب لكل من يقف في الطريق ليتأمل لوحة فنيّة ليفهم خطوطها. أو يُنصت لسيمفونية جميلة. أنا أخاطب الإنسان في كل مكان.
هل من نقد يمكن توجيهه للأدب النسوي ؟!
بالتأكيد هناك سلبيات تنجرف معها المرأة الأديبة، وعلى الأخص الجيل الجديد من الأديبات، وهو الدوران في حلقة الذات والمعاناة الشخصية، دون محاولة الانغماس في قضاياها الاجتماعية وما أكثرها!! قضايا المرأة الشائكة يجب أن تُعالجها الأديبة من منطلق أرحب وأعمق حتّى لا يقتصر أدبها على البوح الداخلي!! هذه الصورة النمطية للأسف شائعة بين الأديبات الشابات داخل المجتمع السعودي.
ماذا يعني لكِ الرجل خصوصا أن اغلب قصائدك وقصصك ورواياتك تدور في فلكه؟!
القصيدة كما قلت سابقا في العديد من حواراتي هي حالة خاصة ألجأ إليها حين أرغب في مداعبة قلبي الساكن، فأقوم بتنشيطه وتدليك شرايينه بأبيات حانية أحيانا وبأبيات ملتهبة أحيانا أخرى. وأنتَ تعلم بأن شيخان القلب سيؤدي إلى حدوث خلل في وظيفته ويجعله يزهد لاحقا في الحياة وهو ما ارفضه جملة وتفصيلا. نعم الرجل محور أساسي في نتاجي الأدبي، ولكنني أحرص على أن لا أفصل الرجل والمرأة عن قضايا مجتمعهما وعلى الأخص واقعهما السياسي والاجتماعي. أنتَ لا يمكن أن تعزل الرجل والمرأة وتجعلهما ينغمسان في فلك الحب دون أن تُضيء بقلمك الساحات الداكنة في مجتمعهما!!
المجتمعات العربية والشرقية عموما تُعاني من عقدة الجنس بإعتباره تابو. هل للأدب دور تعليمي من أجل الانفتاح والتحرر؟!
أعتقد بأن إساءة فهم الدين الإسلامي هو الذي أدّى إلى هذه النتيجة السلبية. كثير من الأحاديث الإسلامية والمشكوك في صحتها، جعلت المرأة والجنس محورين أساسيين يحتلان مساحة كبرى في موروثنا الثقافي والديني، وعلى أساس أن المرأة خُلقت لإمتاع الرجل، حتّى أصبح الجنس المرتبط بالمرأة يُشكّل عقدة تاريخية، مما أوجب مُحاصرة المرأة وفي نفس الوقت اللهث خلفها!! وأتذكّر بأنني قرأت منذ فترة وجيزة خبرا عن أحد رجال الدين في الجزائر يتحدّث عن حور العين في الجنة ويصف حرارتهن الجنسية وأشياء كثيرة تثير لعاب الشباب الصغار وتحثهم على إلقاء أنفسهم في التهلكة من أجل الظفر بهن!! الأدب كما قلتُ سابقا من الممكن التطرّق فيه لقضايا الجنس لكن برؤية فنية وبشرط أن لا يتم حشره لتحقيق شهرة سريعة. يوم نتعامل مع قضايا الجنس بطرق علمية سليمة ونُلغي الإزدواجية المتغلغلة داخل مجتمعاتنا العربية، سيكون بداية العلاج من التخبّط النفسي الذي تعيشه وعلى الأخص شريحة الشباب.
كيف تعاملتِ مع ردّات الفعل إزاء مجموعتك القصصية “نساء عند خط الاستواء” عند صدورها قبل إثنى عشر عاما؟!
عندما كتبتُ هذه المجموعة لم أهدف حينها في الوصول إلى الشهرة وإثارة زوبعة من حولي كما اتهمني الكثيرون!! لقد كتبتها بقلب امرأة واعية رأت بأمِّ عينيها، ولمست بفكرها، ما يدور من سلبيات حولها. هذا الماضي اليوم بكل ما فيه من آلام وجراح قد ولّى إلى غير رجعة!! على الرغم من أن هناك أديبات يتشدقن اليوم باستقلالية المرأة ويُطالبن بمزيد من حرية التعبير، إلا أنهن كنَّ من أوائل المطالبات بتطبيق أقسى عقوبة علي، بل والتشفّي علنا بما وقع لي. القدرة على التسامح والغفران صفة خارقة لا يملكها إلا القليلون، وأنا إنسانة أولا وأخيرا لكنني بدأت مؤخرا تمرين نفسي عليها حتّى أتخلّص من أحقادي وأغفر لكل من طعنني في ظهري.
في خضم تراجع المطبوعات، ما هي فرصة الأدب في عالم الضمانات والصحافة الإلكترونية؟!
يظل الكتاب البطل الأوحد في ساحة الفكر والثقافة. لا تعتقد بأن الكتاب من الممكن أن ينقرض يوما، فعلاقته الوطيدة مع الإنسان بدأت منذ قدم التاريخ مما يجعل من الصعب أن يترجّل بسهولة من عليائه. صحيح أنني صرتُ لا أشتري الصحف مكتفية بقراءتها على الإنترنت، لكن الكتاب بين يدي يظلُّ له متعة خاصة. وأرى بأن الإنترنت أوجد فرصة جيدة للأجيال الجديدة من الشباب في انتشار نتاجهم، خاصة وأن دور النشر تتهيّب من نشر كتب لأدباء ناشئين، كما أن كل أديب صاعد لا يملك المال لكي يتحمّل بمفرده نفقات طباعة كتابه.
كونك أديبة وناشطة نسوية ,كيف تتعاملين مع العالم النسوي في المجتمع السعودي المُحافظ والذي له تقاليد شرقية راسخة ؟!
مشكلة مجتمعنا السعودي أنه مجتمع مُحافظ ظاهريّا لكنه في أعماقه يُحبُّ تذوّق كل جديد ولا يتهيّب من دخول الأماكن المحرمة، شريطة أن يكون تحت جنح الظلام. هذه الازدواجية تقتلني وتُميد قلبي، وتجعلني في حالة غليان دائمة، متسائلة.. لماذا لا نُعلّم أبناءنا الشفافية في التعامل وعلى التعبير عمّا يجول في أعماقهم بيسر وسهولة؟! أعتقد بأن هاجس الخوف من ردود أفعال المجتمع القائمة على الموروثات الاجتماعية والدينية الرابضة داخل كل فرد بالمجتمع السعودي، هي التي جعلته غير قادر على ممارسة حقوقه الإنسانية في ضوء الشمس الساطعة، ويُفضّل الرقص تحت سماء يكون فيها خسوف القمر كبيرا!!
هل نتوقع أن تستطيع منظومة الثقافة الشرقية الأوسطية أو الإسلامية أن تستنسخ نمطاً اجتماعياً مخالفاً للنمط الغربي؟!
لا أحبّذ تقليد الغرب فيما وصل إليه وأن نكون نموذجا مستنسخا منه، فلكل مجتمع قيمه ومبادئه التي يتمسّك بها. مع هذا لا أكذبك القول بأنني مُعجبة بالخطوات التي مرَّ بها الغرب حتّى وصل إلى ما وصل إليه. الغرب مرَّ بسيطرة الكنيسة على مقدراته وهو ما نُعانيه اليوم في مجتمعاتنا العربية من سيطرة مشايخ الدين على مقدراتنا وشئون حياتنا الصغيرة منها والكبيرة، من خلال جملة الفتاوى التي تنهمر يوميّا على رؤوسنا!! الغرب مرَّ بمرحلة حروب دامية حتّى ارتقى بفكر مجتمعاته ووصل إلى إرساء معالم الديمقراطية على أرضه، وهو ما نُعانيه في وقتنا الحاضر على يد الجماعات المتطرفة!! الغرب جاهد وطوّر علومه ومناهجه التعليمية لكي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من الفكر الراقي، ونحن ما زلنا مكانك سر!! إن مشكلتنا الأساسية تنحصر في أننا نُريد أن نُصدّر موروثاتنا الثقافية والدينية، ونرفض سماع أصوات الغير سوى الصوت القابع في أعماقنا، وهذا لن يُجدي بل سيؤدي إلى وقوع المزيد من الانتكاسات الاجتماعية!!
الشعب الكردي هو الشعب الجار الأول للشعب العربي في آسيا، مع ذلك يفتقر الوسط الثقافي العربي لأية صورة عن واقع هذا الشعب وتاريخه وثقافته وتراثه وإسهاماته في الحضارة الشرقية القديمة والحضارة الإسلامية. ما تعليقك على ذلك؟!
كلامك صحيح. فالمجتمعات العربية لا تعرف شيئا عن الشعب الكردي سوى أن القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي ينتمي للشعب الكردي المسلم. لكنني في الأول والآخر ألوم الجهات الثقافية الكردية على هذا النقص المعرفي، حيثُ أن الإعلام بقنواته المختلفة أصبح الوسيلة الفعالة للتواصل بين الشعوب!! وأعتقد اليوم بعد زوال حكم الطاغية صدام حسين بأن المجال أصبح متاحا أمام المثقفين الأكراد لإيصال ثقافاتهم إلى العالم أجمع في ظل ثورة الاتصالات والعولمة التي أذابت المسافات وألغت الحواجز.
***
﴿ صحيفة الوقت البحرينية ﴾
القسم الثقافي/ اليوم الثامن
عد أن حاضرت في «المنتدى».. الروائية زينب حفني في حديث مع «الوقت»:
أخلقُ رَجلي الذي أحبّ فإذا سئمت طردته أو قتلته
الخميس 26 – مارس 2009
أجرى الحوار
حسين مرهون
إلى أيّ حد يصحُّ القول إن الإيروتيك في الرواية العربية الحديثة تعبير عن مكبوت خاص لدى المؤلف. ليس سيجموند فرويد من سيجيب على هذا السؤال إنما روائية سعودية طالما اُتّهمت بتعمّدها استخدام التعبير الجنسي في أعمالها. (زينب حفني). تقول ”أخلقُ رجلي الذي أتمنى في رواياتي، أعيش معه قصة حب جميلة، ثم بعد ذلك أجد مخرجاً”. تستدرك موضحة ”فإما أن أطرده من حياتي أو أقضي عليه بالموت” على حد تعبيرها. غضون الندوة التي قدمتها على رأس نشاط لجمعية المنتدى ذات التوجه الليبرالي في شهر فبراير/ شباط الماضي، كانت ثمة ملاحظة لمتداخل بشأن ثيمة الجنس المكرّسة في حدود معظم أعمالها. الصحيح أن تلك هي تهمة تُلاحقها أينما وطأت. لكن هل سأل أحدكم عن ماذا يمكن أن يكون موقفها الشخصي خارج فنيّات المتن الروائي من نوعية العلاقات الجنسية التي تتحدث عنها. إنها وإلى حد بعيد منسجمة مع ما تكتب. قالت ردّاً على سؤال عن المثلية الجنسية التي تطبع علاقة شخصيتين في رواية حديثة صادرة لها ”وصلت إلى مرحلة أستطيع أن أتقبّل فيها اختيار الإنسان لطريقته في الحياة”. ”الوقت” حاورتها وفيما يلي مقتطفات:
سبق لمواطنتك، الباحثة في حقل علوم الإنسان مي يماني وأن تحدثت عن الهوية الحجازية، وكيف أنها اغتنتْ من ثقافات متعددة. لكن من جهتك، ألستِ تبالغين قليلاً حين ترهنين إصلاح أوضاع المرأة السعودية بالمرأة الحجازية تحديداً من دون غيرها*
رأيي أن المرأة الحجازية أوفر حظاً من المرأة في سائر مناطق المملكة الأخرى. وهذا نتج عن ظروف تاريخية وجغرافية سنحت لها ولم تسنح للنساء الأخريات. أولاً، بحكم تواجدها في منطقة الحجاز التي هي الموقع الرئيسي لاستقطاب الحجاج من كافة البقاع الإسلامية. وهؤلاء حين كانوا يفدون إلى الأماكن المقدسة كانوا ينزلون في بيوت المكيين والمدينيين وأهل جدة، ما هيأ التربة للتواصل السريع بينهم وبين السكان المحليين. ثانياً، بحكم أن هذه المنطقة كانت في وقت من الأوقات مركزاً للنشاط التجاري، وقد انعكس ذلك على أن تتوفر لناسها سانحة العيش في نوع من الإنعاش الاقتصادي وبحبوحة العيش. زد على ذلك ثالثاً، أن المرأة المكيّة تحديدا كانت ترث الطوافة عن الأب والأسرة، وقد أتاح لها ذلك الحرية في أن تطلب شخصياً من الحاج أو التاجر أن يتزوجها. إن تواشج هذه العوامل جمعاء جعل الشخصية الحجازية، امرأة كانت أو رجلاً، لديها القابلية الأولية لهضم الثقافات سريعا، وتقبّل المذاهب، ناهيك عن تقبّل الاختلاف بصورة عامة. وما من شك، إن هذه أرضية مناسبة لكي تُصبح قاطرة للإصلاح
جيل الجرأة والنشأة المتفتحة
لندع الفعل كان الآن، إلى أي حد تجدين أن العوامل التي أشرتِ لها، فاعلة اليوم في البيئة الحجازية*
لو أخذت جيلي كمثال على هذا الكلام، ودرسته، لوجدتَ أنه جيل نشأ متفتّحاً. لديه جرأة كبيرة في اقتحام كثير من المجالات. هذا الحال لم يأتِ صدفة. ذلك أنه راجع في الأساس إلى عملية التربية ضمن نسيج أسر متفتّحة. في حين أن المرأة النجدية وفي سائر أنحاء المملكة الأخرى، ما تزال تُهيمن عليها العصبية القبلية. وذلك ما جعلني أقول إن المرأة الحجازيّة محظوظة.
لكن ألا تعتقدين أن الحديث عن امرأة حجازيّة في قبال امرأة نجدية ربما تحول إلى تعلة لبروز نوع من العصبية قائم على تظهير الهويات الفرعية. إذ ما من شك، سيأتي بعدك من يتحدّث عن امرأة قصيمية وامرأة حساويّة، الأمر الذي ينافي جوهر عملية الإصلاح من أساسها إذا ما توافقنا على أن الأخيرة تبحث في المشترك أساساً*
صحيح ذلك، لكن في المقابل لو رجعتَ إلى خطابات كثير من المثقفين النجديين من ذوي التوجه الليبرالي، ستجد إنهم يعترفون بتأثير الثقافة الحجازية الشديد على منطقة نجد، وعلى تحضّرها. أستذكرــ في سياق وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سدة البيت الأبيض ــ أن شاعرة سعودية كبيرة سبق وأن غنى لها مطربون سعوديون كُثر وبينهم محمد عبده، علّقت على الحدث قائلة: لستُ أعجب من وصول شخص أسود إلى السلطة، ذلك لأن منطقة الحجاز كانت قد وصلت إلى هذا الحد من قبول الآخر قبل أميركا. ربما كانت هذه مبالغة، لكنني أردتُ من ذلك الإشارة إلى كيف كانت منطقة الحجاز متشرّبة بالثقافات الأخرى وقادرة على تقبّل الآخر. وعودة على سؤالك، فأنا أعتقد أن أي مجتمع لا يمكن أن يقوم إلاّ على تعدد الثقافات وعلى روافد من تاريخ مشترك. ليس ثمة رافد واحد، حجازي أو نجدي أو حساوي. لكن من غير أن يعني ذلك أن بعض المناطق لم تسنح لها وضعيّة تاريخيّة معينة لكي تختطَّ تاريخاً مُغايراً أكثر انفتاحاً
الحجازيّة كتبت أول رواية سعودية
هل تم التوثيق لتاريخ المرأة الحجازية*
لا للأسف. إنني مستاءة جداً من تغييب الحال المتقدمة للمرأة في الحجاز. حين كنتُ أبحث عن طريق الإنترنت، لم أعثر على أية معلومات تستحق عنها خلا النزر القليل. لكنني مستاءة أكثر من المؤسسة الأكاديمية السعودية التي لم تُبادر إلى اليوم في القيام بخطوة نحو توثيق تاريخ المرأة الحجازيّة. إنني أعد ذلك تقصيراً من الجامعات بصفة عامة قبل أي أحد، ومن أساتذة علم الاجتماع على وجه التحديد. المرأة الحجازية كانت رائدة، وأول رواية سعوديـــــة وضعتهــــا امـــرأة حجازيــّـــة اسمهـــا سميرة خاشقجي.
في المقابل، تجد أن أدب المرأة حتى غاية هذه الساعة، لا يُدرّس في المدارس أو الجامعات. لقد تأثرتُ جداً حين اتصلت بي باحثة أكاديمية مغربية لتخبرني أن بعض مقاطع من كتابي ”إيقاعات ملتوية” تُدرس عندهم في جامعة محمد الخامس بالرباط. تأثرت لأنني كنت أتمنى لو أن ذلك حصل في جامعات السعودية. ليس أدبي فقط إنما أدب المرأة السعودية بعمومه. كذلك كان ثمة اتصال آخر من أستاذة جامعية سعودية في فرع الجامعة الأميركية بمصر، وهي ثريا التركي، وقد وعدتني أن تقوم بتدريس أدب المرأة السعودية في قسمها بالجامعة. أتذكّر أنني لم أتمالك نفسي. حقيقة هذا شيء مؤلم.
ليست روايات بل إنتاج عشوائي
كيف تقيمين الكم الهائل من الإنتاج الروائي على مستوى التجارب الشبابية في السعودية*
صحيح هناك إنتاج واسع ولكنه عشوائي، ولا يمكن الحديث عن أغلبه كروايات!! الأمر لا يخلو من رغبة أصحابها في الشهرة. ولا أقول رغبة في المال لمعرفتي أن عالم الكتابة لا يُؤكّل عيشاً.
صحيح!! رغم أنك قلتِ عن نفسك في حوار سابق ”أنك بيّاعة”!
نعم قلتُ ذلك، وكنتُ أعني به أن دور النشر تتهافت على نشر رواياتي. فروايتي “ملامح” جاءتني بعد أن ذاعت شهرتها بعروض مُغرية جداً. “من الخارج طبعا!!”
هل ينطبق ما أسميته ”الرغبة في الشهرة” على تجارب الروائيات السعوديات الشابات أيضاً*
نعم، لكن دعني أضيف هنا شيئاً. سبق وأن نشرتُ مقالاً أسميته ”أدب الانتقام”. وفحواه أن المرأة السعودية نظراً إلى أنها كانت مقموعة لفترات طويلة، فإنها الآن أوجدت لنفسها طريقاً للانتقام من هذه الوضعية التاريخية عبر الكتابة. أصبحت تقول للرجل: سأهدم المعبد عليَّ وعليك، ما دمتُ لا أملك سوى هذا القلم. صحيح أنه قلم ضعيف ويحتاج إلى صقل، لكن في النهاية، سأنتقم منك عن طريق الفضيحة. إن ذلك يصحُّ تماماً على واقع الكتابات الجديدة
أفرق بين الروايات الجادة ومايشوش أفكاري
أرى أن موقفك من التجارب الجديدة سلبي في المجمل. ألا تُعيدين بذلك موقف الإعلام منك شخصيّاً وتجاهله لك*
إنني أفرق بين التجارب الثرية أو تلك التي أرى لها مستقبلاً، وبين تلك التي تنشأ للتنفيس عن تجربة شخصية مع الافتقار للغة وتقنيات فن الرواية. أما بالنسبة لتجاهل الإعلام المحلي لي، فقد بدأ منذ مجموعتي القصصية ”نساء على خط الاستواء” لغاية اليوم. فحتّى الآن لم تُوجه لي ولا دعوة واحدة من الداخل. ونلتُ تكريما في عدد من الدول العربية، لكن التكريم الوحيد الذي حصلتُ عليه في بلادي جاء من منطقة القطيف.
لكن هل تتابعين هذه التجارب. إلى ما يستند حكمك في هذه التفريق*
صعب جداً أن أتابع قرابة ستين رواية صدرت. إن ذلك يعني لو حصل، أنني لن أتمكن من متابعة أيٍ من الروايات الجادة. لقد اطلعتُ على عدة نماذج. لكن في فترة من عمرك يُصبح وقتك محسوباً عليك. إنني حريصة على قراءة ما يضيف إلي وليس ما يُشوّش أفكاري. لكن من جهة أخرى، أتابع باهتمام النقد الذي يُكتب في الساحة الأدبية العربية، إضافة إلى الحوارات التي تجرى على ألسنتهم. يهمني جداً أن أعرف من خلال هذه الحوارات تفكير الكاتب أو الكاتبة، وتوجهاتهم
أنا امرأة شرقية
لمَ تقع المرأة في رواياتك في الجانب الأضعف دائماً*
ببساطة، لأن المرأة القوية لا تحتاج إلى من يدافع عنها. ذلك على عكس المرأة الضعيفة. هذه ليست إساءة للمرأة السعودية إنما تقرير واقع.
رغم ذلك لاحظتُ أنك تحرصين دائماً على ألا تكرري الخطأ الذي تقع فيه بعض الحركات النسوية الراديكالية في مقابلة اللاهوت الذكوري بلاهوت نسوي مضاد. حيث تحمّلين المجتمع، لا الرجل وحده، مسؤولية أوضاع المرأة المتردية. إلى أي حد تجدين مهماً هذا التفريق*
أرأيتْ! رغم ذلك فأنا متّهمة بكوني عدائيّة حيال الرجل. بنظري أن القضية شائكة. فالرجل مُبرمج منذ صغره على مجموعة أدوار تقع المرأة في هامشها. وهذا هو موقف المجتمع في الأساس قبل أن يكون موقف الرجل. دائماً ما أكرر أنني ابنة بيئتي، حتى مع جرأتي وقدرتي على الكتابة في الموضوعات المحظورة. في النهاية، فأنا أيضاً تتحكّم فيَّ عاداتي الشرقية. أنا امرأة شرقية
أخلق رجلي ثم أقضي عليه
إلى ما يمكن أن نعزو التصعيد الإيروسي الضافي في رواياتك. هل نسمي ذلك تنفيساً مثلاً*
لا ليس تنفيسا، لأنني تجاوزت كثيراً هذه المرحلة. لك أن تُسمّي ذلك انتقاماً من المجتمع (تضحك). سألني صحافي قطري ذات مرة، ما إذا كنت أنا التي أتحكّم في جسدي أو هو الذي يتحكّم فيَّ، فأجبت: طبعاً أنا من أتحكّم فيه. هذا شيء مفروغ منه. لكن أحياناً أتمنى اللقاء برجل ما، الأمر الذي يدعوني إلى أن أخلق صورته بواسطة الكتابة. أعيش معه قصة حب جميلة، وفي النهاية إما أن أطرده من حياتي أو أقضي عليه بالموت (تضحك بصوت عال). أحياناً أيضاً أتمنى لو أخرج من ذاتي فأعيش مراهقة متأخرة. وما صحَّ في المثال السابق يصحُّ هنا، حيث أقوم بخلق هذه القصة، وأعيشها بكل تفاصيلها إلى أن أجد مخرجاً لها في أحد الفصول.
بود المرء لو يسألك أحياناً عن موقفك بإزاء بعض القضايا التي تخترق رواياتك. رأيك الشخصي مثلاً، أي ليس الفني أو الذي جرى تكثيفه في القالب السردي، من موضوعة المثلية الجنسية التي تُمّيز علاقة شخصيتين في روايتك “ملامح”. ما هو*
لقد وصلت إلى مرحلة أستطيع أن أحترم فيها خيارات البشر وتوجهاتهم في الحياة. كائناً من كان، مثلياً هو أو غيره. في النهاية فهذا قراره. في روايتي ”ملامح” ركّزتُ على العلاقة المثلية التي نشأت بين هند وثريا، لكنها كانت علاقة شخصية إنسانية أعمق بكثير من العلاقة الجسدية. أردتُ أن أقول إن كل إنسان حر في اختيار طريقته في الحياة
***
﴿صحيفة العرب الدولية الصادرة من لندن﴾
ديسمبر 2009
أجرت الحوار
نادية التركي
ما رأيك في الأدب العربي اليوم؟!
هناك ثورة عارمة على الظلم والقمع والاستبداد تجدينها في الأدب العربي اليوم، وإصرار للكشف عن المستور، وما يجري خلف الكواليس. هذا التمرّد انتقل مثل الفيروس عبر البلاد العربية!! وهذا يعود إلى أن إعلامنا العربي مُسيّس تابع لحكوماته، فهو لا يحظى بمصداقية في الشارع العربي!! كما أن الرقيب الحكومي لا يكلُّ ولا يملُّ من تسديد لكمات هنا وهناك على صدوغ الأقلام الجريئة بحجة حماية الذوق العربي!! وهو ما جعل للأدب العربي ميزة خاصة داخل مجتمعه. فالأديب قادر على أن يتبختر في الطرقات الخلفية ببسالة وشجاعة. بل ويستطيع أن يسنَّ قلمه ويمشي وسط المناطق الخطرة، ويلمس بيديه المحظورات بجرأة متناهية، مستفيدا من تبنّي أغلبية دور النشر للأدب الجريء الذي يلمس نبض الشارع. أدب الحاضر في رأيي وبلا مبالغة هو أدب الشعوب المقهورة.
هل تغيرت صورة المرأة وطريقة تقديمها أدبيا عن ما كانت عليه سابقا؟!
في بعض الروايات والقصص تجدين صورة المرأة القوية التي تعرف ما تريد. لكن لا تنسِ بأن الإنسان ابن بيئته، ولذلك تُلاحظين بأن أغلبية الروايات العربية لم تزل تُركّز على المرأة المقهورة!!! وهذه يعكس الواقع حيثُ أن مجتمعاتنا العربية هي ذكوريّة بامتياز وإن تفاوتت نسبتها. المرأة الأديبة ما زالت تدور في ساقية همومها الحياتيّة، اللهم إلا إذا استثنينا مجتمعات حررت المرأة من استبداد الرجل وأعطتها حقوقها كاملة مثل المجتمع التونسي وفي هذا يعود الفضل إلى الرئيس بورقيبة.
الأدب النسوي ما موقعه في الأدب الحديث؟!
حكاية أن هناك أدب نسوي وأدب رجالي، أعتقد بأنه سؤال مُستهلك!! فالأدب في مجمله هو أدب إنساني سواء كتبته امرأة أم رجل. لكن ما يميّز أدب المرأة عن أدب الرجل في أن فحيح أنوثتها يطلُّ من بين سطورها!! وهو ما يجعلها قادرة على تصوير أحاسيسها وعلاقتها بالآخرين ببراعة تُحسد عليها. خاصة إذا كانت تنتمي لمجتمع ينفصل فيه عالم الرجل عن عالم المرأة، وأعني بذلك المجتمعات الخليجيّة تحديدا!!
هل ينظر للمرأة في مجال الأدب كما ينظر للمرأة في المجتمعات العربية، أي بدونية؟!
نعم للأسف الشديد. وهذا تجدينه واضحا في الأوساط الثقافية العربية، حيث تجدين النقّاد الرجال يشيدون برواية الأديب الفلاني، في الوقت الذي تكون فيه الأديبة المرأة قد سبقته إلى هذا المضمار، وأجادت في نصوصها الأديبة، مستخدمة أدواتها الفنية بأسلوب يفوق زميلها الرجل الأديب. كما تجدين هذا الاتجاه ساريا في الصحافة المكتوبة أيضا من خلال التهليل لأديب معيّن، وانه أجاد في جنس أدبي معيّن، في الوقت الذي تتعمّد إغفال دور الأديبة في الحياة الأدبية!! نعم الذكوريّة متفشيّة حتّى بين المثقفين، وفي وسائل الإعلام تجاه كل ما تكتبه المرأة. للأسف لا تُوجد مساواة في تعامل المجتمع مع أدب المرأة والرجل!!
هل يتطلب إيجاد مكان للمرأة في الأدب كما في المجتمع كفاحا ؟!
ذكّرتني بعبارة جميلة للأديب حنّا مينا. يقول فيها بأن كل الكتّاب والفنانين ليسوا على صلح مع الحياة، فهم يستأنفون دائما ضد ما هو كائن. من وجهة نظري، إذا كان الرجل يُناضل من جهة واحدة، فالمرأة تُناضل من عدة جوانب!! فهي تناضل من أجل قضايا مجتمعها أولا. ومن جانب آخر تُناضل لكي تُوجد لنفسها مكانا في ساحة الأدب. ومن جهة ثالثة تُناضل لكي تدفع عن نفسها تُهمة العهُر الأدبي!!
للأسف مازلنا في عدة مناسبات نرى بعض المثقفين أو المحسوبين على النخبة يجهرون بدونية المرأة و واعتبار عقلها صغير, ما رأيك في هذا؟!
هناك غيرة من المرأة الأديبة، وهذا لمسته بنفسي في لقاءاتي مع عدد من المثقفين في الندوات والمؤتمرات الدولية. الرجل يرفض الإقرار بموهبة المرأة ومكانتها التي حققتها في دنيا الأدب، كونه يعتقد بأن هذا الاعتراف الضمني سيسحب بساط القوامة من تحت قدميه، وسيدفع المرأة الأديبة إلى الوقوف موقف النديّة منه، وهو ما يرفضه في أعماقه كرجل شرقي!! فهو ما زال حبيس موروثاته الاجتماعية، وتربيته الأبوية التي تُضخّم الأنا لديه، إلا إذا استثنينا قلة من المثقفين العرب استطاعوا التحرر من عقدتهم الذكوريّة!!
لماذا يجهر الأدباء الرجال بما يريدون ويكتبون كل أحاسيسهم بدون كبت أو حواجز, في حين تتعرض المرأة حين تعبر عن أحاسيسها بصدق أوتعكس ما تراه, لهجوم وتنعت بألقاب غير لائقة, تصل إلى تحميلها مسؤولية تخريب المجتمع؟!
لا تنسي بأن موروثنا الأدبي حافل بتمجيد فحولة الرجل!! كما أن موروثنا الاجتماعي يؤيّد حق الرجل في فعل ما يُريد!! بعكس نظرة المجتمع للمرأة التي تُعبّر عن مشاعرها وعن أحاسيس بنات جنسها، فهي امرأة متهمة طوال الوقت بأنها خارجة عن القانون!! وهناك من ينعتها بالانحلال وأن كل ما تُسطّره ما هو إلا تجارب شخصية!! وإذا استطاعت النجاة والانفلات من هذا الاتهام الجائر، يحكم عليها مجتمعها بالتمّرد والضلال وأنها امرأة جامحة بحاجة للترويض، كونها اخترقت عالما مقتصرا على الرجل.
لماذا يرفض المثقفون العرب اعتبار المرأة التي تكتب رواية انطلاقا من حياتها الشخصية أو حتى سردا ليومياتها كاتبة, في حين أن هذا مقبول ومحبب عالميا إذا تمتعت بالأسلوب الجيد؟!
مجتمعاتنا العربية ما زالت طفوليّة، بمعنى لم تزل تحبو نحو طريق التحضّر!! وهذا يعود إلى أن مشايخ الدين حاصروا العقلية العربية من كل جانب، ولم يدعوا لها مكانا لكي تتنفّس بحرية. وبالطبع أنعكس هذا على وضع المرأة العربية حيث بات يُنظر إليها في المجتمعات المسلمة على أنها خُلقت للمتعة وأنها مصدر الآثام والشرور على الأرض!! بجانب أن التاريخ تمَّ تزويره لصالح الرجل وتقييد حركة المرأة!! فكيف يكون الحال إذا خرجت المرأة من هذه الشرنقة الضيقة واحترفت مهنة الأدب، هذه المهنة السافرة في نظر الكثيرين كونها طاقة مُشرّعة للبوح الإنساني!!
هل المجتمع الخليجي يخطو بالتوازي مع بقية المجتمعات العربية أو أن المرأة مازالت أكثر اضطهادا فيه المرأة السعودية مثلا, ولماذا؟!
المرأة العربية سبقت المرأة الخليجية بخطوات واسعة، وهذا يعود إلى عوامل كثيرة من أهمها ظروف الاستعمار التي دفعت المرأة للخروج إلى الشارع لتُناضل بجانب الرجل. كما لا تنسِ أن المجتمعات الخليجية التي أضحت ثرية ما بين يوم وليلة بفضل النفط، كان له جانب سلبي على استقلالية المرأة الخليجية!! حيث جرفتها أمواج الثراء بعيدا عن قضايا مجتمعها، وجعلتها تتمرّغ في بحيرة الرفاهية عقودا. لكن هذه الغمامة بدأت في التلاشي، واستعادت المرأة الخليجية توازنها في السنوات الأخيرة، وهذا واضح في كل المحاولات النسائّية المستنيرة التي تجري هنا وهناك لإرساء مطالب المرأة.
ما هو مفهوم حرية المرأة بالنسبة لك, وما هي حدودها؟!
لا أؤمن بمقولة حريتي تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين!! فقد تكون حرية الآخر هي امتداد لعبوديتي وانتهاك لحقوقي!! حريتي تبدأ وتنتهي من منطلق إيماني بحقوقي التي أدافع عنها بشراسة حتّى آخر رمق ما دمتُ سأحظى في نهاية الأمر بكينونتي كإنسانة.
هل أنت من المطالبات بالمساواة أو بالعدالة في معاملة المرأة؟!
لا أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة!! لدي قناعة تامة بأن هناك جوانب في الرجل لا تستطيع أن تقتحمها المرأة. أنا أحب أنوثتي. أعشقها. والرجل هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يُشعرني بقيمتها!! لكنني على الجانب الآخر أناضل من أجل تحقيق العدالة. العدالة في حقي العيش كإنسانة. العدالة في حقي ممارسة حريتي المسئولة. العدالة في أن لا يتعامل معي المجتمع كمخلوق يجب وضع الوصاية عليه وتكبيل خطواته. العدالة في أن لا يُحجر على عقلي باسم الدين والأعراف والتقاليد!!
ما هو أهم مؤلف بالنسبة لك عبرت فيه عن ذاتك وتطلعاتك؟!
كل كتاب سطّرته على مدار عمري له مكانة في وجداني، وأحتفظ بذكريات جميلة عشتها معه وأنا أخلق سطوره وألاحق شخصياته، وأضع نهايته، لذا من الصعب أن أفاضل بينهم!! لكن روايتي “ملامح” أُدين لها بفضل كبير، كونها حققت لي انتشارية واسعة في العالم العربي، على الرغم من أنها لاقت هجوما كبيرا في المواقع الإلكترونية، وعلى صفحات الجرائد.
أهم الأدباء الذين تأثرت بهم؟!
القراءة مثل الكتابة كلاهما نوع من المعايشة اليومية. وكل أديب سواء كانت امرأة أو رجل قرأتُ له وعشتُ معه ساعات وعبث بفكري، ودفعني إلى تأمّل سطوره، واستفزني لخلق عوالم خاصة بي لاحقا، له موقع في قلبي وأدين له بفضل كبير.
كلمة للأديبات في الوطن العربي؟!
جميعنا نُناضل من أجل أن نتنفّس من تحت الماء. صحيح أننا نُعاني من نظرات الاتهام التي تُلاحقنا في كل مكان نتواجد فيه، لكن كلما التقيت بأديبة حقيقية، نجحت في خلق حراك داخل مجتمعها أشدُّ على يديها قائلة.. أهلا بك وسط الأمواج العاتية!!
***