امرأة .. خارج الزمن
امرأة .. خارج الزمن
أرفض هذا الحب
أرفض حباً يتسكع في الطرقات
يمارس أساليب العشق الرخيص
المباع في الخفاء بأبخس الأثمان
لا أريد هواي أن يعيش طفلاً شريداً
أضع عليه الوصاية
أتلصص عليه من ثقب الباب
أحاصره بجنود من الأتباع
أريد له الحرية
والتنفس بشمم وإباء
****
الطفل في داخلي
أثور في كثير من الأحيان على وحدتي
أطردها من منطقة أفكاري
أزيح ستائر نوافذي
أمزِّق غطاء وسادتي
أحطِّم مرآة غرفتي
أقطع أسلاك هاتفي
أريق قهوتي على سريري
أسجن شعري في عقدة قاسية
عند مؤخرة رأسي
أعلن العصيان على مشاعري النهمة
أنوثتي المتمردة
الطفل في داخلي يصرخ
يئن بإلحاح
يطلب إسكات مارد الجوع في أحشائه
يبحث كالتائه عن …
وليمة جديدة من الحب …
****
أنتَ .. كل البشر
عندما تلامس حرارة عواطفك فؤادي
أشعر بخجل أنوثتي .. يلقيني أرضاً
يجعلني أتمرّغ في رحيق نشوتي
أحس وأنت تقترب بأنفاسك من نبضات قلبي
أنّي أتذوّق الحب للمرة الأولى
أتخيّل وأنت تضم نبعي لمجرى أنهارك
أنّي تحوّلت إلى شلال صاخب يردد اسمك
قد أكون في نظر الكثيرات امرأة
فطرية .. فوضوية
لأني مزّقت شروط الضمانات التي
تفرضها كل أنثى
لكنّي قررت الانتشاء من قارورة
عطائك حتى الثمالة
رفضت المعاهدات .. والبنود .. والمسائل الحسابية
وتمرّدت على وصايا النساء
وأعلنت وفائي لك
وعلّقت شعارات الهوى
غير آبهة بما سيقوله الناس عني
فأنت في نظري .. كل البشر
****
معادن الرجال
قلت لي يوماّ وأنت تنظر إليّ بانبهار ..
مستحيل أن تكوني خطوطاً متشابكة ..
مبهمة المعاني على شاشة رادار أي رجل .. أنت كلوحة (( الجيوكندا )) التي كلما تأملها الإنسان رأى في كل جانب منها معنىً جميلاً .. وإحساساً عميقاً .. وصدقتك ..
ربما لأننا نحن النساء يعمي عيوننا الحب .. فلا نعرف معادن الرجال .. لا نُميّز بين الفارس المقدام الذي يغزو بفرسه خصوبة أرضنا ليرتوي بصدق من نبعنا ..
وبين مجرد عابر سبيل أخطأ العبور .. ودفعه الفضول لأن يتذوق خصوبة تربتنا ..
فنُضيع عمرنا في البكاء على الفارس الموهوم الذي رحل بعيداً ونسي النبع والطريق ..
****
أحتاجك
نعم .. أحتاجك
وسط زوابع حيرتي .. وشكّي .. والتياعي
أحتاجك
من قال بأنّي أخدش أنوثتي
حين أسجل اعترافي !!
أحتاجك
من قال بأنّي أطعن كبريائي
حين أصرّح بقولي
أحتاجك
بين ضباب الوحدة .. والشوق والرغبة
أجدك النجم المتلألئ في ظُلمة أيامي..
أحتاجك .. أحتاجك
لا تُصدّق أقاويل النساء
أنّ التعطّش للحب من خصائص الضعيفات
الأنثى الحقيقية لا تكلّ البحث
عن رجل يفهمها
يتسلل لأعماقها كلصٍ محترف
يلملم تحفها الثمينة في صُرّة عمره
يطويها في عباءة فحولته
رغم عنف المرأة في أعماقي
وطفولية الأنثى في أحشائي
رغم كل حمولة تناقضاتي
إلاّ أن جميع حاجياتي النفيسة
رميتها طواعية بين يديك
فأنتَ الوحيد الذي استطاع كبح صهيل جيادي
****
وحقنتك برحيق أنوثتي
أدرك تضجرك
من تساؤلات المرأة الفضولية ..
هل تحبني ؟؟
هل هناك مَنْ تزاحمني بفكرك ؟؟
هل مللت عنفوان كلماتي ؟؟
هل ستمزِّق يوماً صفحات علاقتنا ؟؟
هل نسجتَ قصة جديدة
في سلسلة روايات نزواتك ؟؟
هل .. وهل .. وهل ؟؟
تعوّدت ترويض عواطفي
لأتحمّل ليالي غيابك ..
وعندما تداهمك
شياطين جنونك الذكورية
وتنظر بولهٍ إلى عينيَّ
وتفجِّر شحنات شوقك العفوية
أنسى وحدتي الموحشة
ونيران ظمئي المتأججة
وأهدهد طفولتك بين ذراعيَّ
متغاضية عن هفواتك الماضية
أدرك بحاستي السادسة
أنّي حقنتُ أوردتك
برحيق أنوثتي
وأنّي قيّدتك دون أن تدري
داخل سياج عمري ..
****
عاشـقة
دع أصابعك تتخلل وجداني
اترك لمساتك المتوهِّجة تُحرِّك أعماقي
تُذيب شموع عنادي
تفكُّ قيود مقاومتي
دع شعاع عينيك الدافئتين
يتّحد مع بريق عينيَّ
اقطع سياج خلافاتنا
لأرتمي في نهر حبك
اغمد نصل سلاحك
في شبح غربتي
لأتحرر من أغلال خوفي
احملني على حصان أحلامك
ألقني في تربة أيامك
ليتمرّغ قلبي بخصوبتها
دعني أنهل .. وأنهل من نبعك الصافي
حتى ننسى الظروف التي فرقتنا
****
انتفاضة أنثى
سياط من الشوق تلهب قلبي
ترنيمات من الوجد تتسرّب لأذنيَّ
عواصف من الحنين تجتاح جسدي
أشباح من الحزن تلتف حولي
تفقدني صبري
ويحي .. ويحي ..
أكل هذا الحب أحمله لك
في صدري ؟؟
أإلى هذا الحد
عشقك أسَرَ فؤادي ؟؟
أحياناً أنظر إلى وجهي
فأرى طيفك
يُعانق عينيَّ
أحياناً أنظر إلى يديَّ
فأراهما ترتعشان حنيناً
لدفء كفيك
أحياناً أنظر إلى شعري
فأراه باهتاً متعطشاً
لرحيق حنانك
أحياناً أفقد حواسي الخمس
وينقطع تواصلي مع العالم
وأضيع في متاهات نفسي
ثم أفيق على ذبذبات كهربائية تهزني
تشعرني أنّي ما زلت امرأة في أعماقي
تُعطيني إشارات رمزية
تُسكِّنُ عذاباتي
توقظني من سباتي
تُفهمني أن ثوراتي
الأنثوية
دليل عطشي إليك
وأن حبك أجمل ما في خبايا عمري
****